النور في الظلام

 



الجزء الثاني: النور في الظلام
مرت بضعة أيام منذ حادثة السوق، وبدأ الشاب عمله في الخزانة، يكنس الساحات، يحمل السلال، ويؤدي ما يُطلب منه بصمت وتواضع.


لم يلتفت إليه أحد، لكنه شعر بشيء جديد ينبض في قلبه: الأمل.
في صباح أحد الأيام، دخل الإمام علي الخزانة ووجد الشاب مشغولاً بتنظيم السجلات، وكان تركيزه واجتهاده واضحين.


اقترب منه وقال: "كيف تجد نفسك اليوم؟" رفع الشاب رأسه، وكان هناك بريق مختلف في عينيه، وقال: "أشعر أنني أعيد بناء نفسي، درهمًا درهمًا، وعملاً عملًا."

ابتسم الإمام وقال: "من تاب بصدق كمن لم يذنب. لكن هل تعرف ما هو أهم من التوبة؟" أجاب الشاب بتردد: "لا أعلم، يا أمير المؤمنين."

قال الإمام: "أن تجعل من خطأك جسرًا يعبر عليه الآخرون، لا حفرة يقع فيها الناس."

فأمر الإمام أن يُعطى الشاب وقتًا كل أسبوع ليتحدث إلى الناس عن تجربته، عن كيف غمرته الفقر، وكيف أعادته التوبة والإخلاص إلى الطريق الصحيح.

بينما كان الشاب يتحدث في السوق، وقف الرجل الفقير الذي سُرق ماله يومًا ما وقال بصوت عالٍ: "أخذت مالي، لكن اليوم تعطي لنا شيئًا أثمن: درسًا في الرحمة والعدالة."

صفق الناس، وامتلأت العديد من العيون بالدموع، وارتفعت الدعوات إلى السماء، شكرًا للإمام على عدله وللشاب على شجاعته.

وهكذا، لم تكن القصة عن السرقة والفضيحة، بل عن السقوط والقيام، عن قلب وجد الهداية، وعن مدينة تعلمت أن النور لا ينطفئ عندما يُشعل في القلب. لاتنسى دعمنا بلايك ومتابعه للمزيد



  🎥تابع المحتوى على تيك توك :

 https://www.tiktok.com/@dramasod?_t=ZS-8yDKrMVf6Jk&_r=1

👵 تابع المزيد من القصص التاريخيه :
👇






 

أحدث أقدم