البيت اللي ما ينعرض للبيع – الجزء الثاني
مد راكان يده نحو المقبض، وكل شيء حوله صار ساكنًا… حتى صوت البيانو توقف فجأة، كأن أحدًا ينتظر قراره.
فتح الباب ببطء، وإذا بالغرفة مظلمة تمامًا، ما فيها إلا بيانو قديم، عليه غبار كثيف، لكن المفاجأة كانت في اللوحة المعلقة فوقه: صورة امرأة كبيرة في العمر، نفس الصوت اللي كلمه بالتلفون.
تقدم راكان خطوة، وإذا بالباب ينغلق خلفه بقوة. حاول يفتحه، لكنه ما استجاب. فجأة، اشتغل البيانو من نفسه، وبدأ يعزف نفس اللحن، لكن هالمرة كان فيه صوت همس يرافقه… صوت يقول: "ما كان المفروض تفتح الباب."
راكان بدأ يحس بثقل في صدره، كأن الغرفة تضيق عليه. حاول يصرخ، بس صوته ما طلع. كل شيء صار ضبابي، والبيانو يعزف بلا توقف.
ثم… ساد الصمت.
في اليوم التالي، الجيران لاحظوا شي غريب: نور البيت صار يشتغل من المغرب، مو بس آخر الليل. وصوت البيانو صار يُسمع بشكل أوضح، كأن أحد جديد بدأ يعزف.
المكتب العقاري تلقى اتصال من نفس الرقم القديم، بصوت المرأة نفسها، تقول: "البيت ما هو للبيع… صار له ساكن جديد."
ومن يومها، ما عاد أحد شاف راكان. اسمه اختفى، جواله ما يرد، والبيت… ظل مثل ما هو: ما ينعرض للبيع.
🕯️ الخاتمة: بعض الأبواب ما تنفتح إلا مرة وحدة… وبعدها، ما تنغلق أبدًا.