وسط أمواج البحر الأبيض المتوسط، كانت السفن الإسلامية تتمايل بثبات نحو جزيرة صقلية، التي طالما كانت حصنًا حصينًا للرومان البيزنطيين. على متن إحدى السفن، وقف القائد أسد بن الفرات، شيخ في السبعين من عمره، لكنه يحمل قلبًا لا يعرف التردد.
لم يكن في صقلية جيش صغير ينتظرهم، بل حصون شاهقة، ومدن محصنة، وجيش بيزنطي مدجج بالسلاح. ومع ذلك، لم يتردد أسد في إعطاء الأمر بالهجوم، وهو يردد: "نحن لا نغزو الأرض، بل نفتح بابًا للعدل، ونغلق بابًا للظلم."
وبينما كانت السهام تتطاير، والبحر يضرب السفن، بدأ فصل جديد من التاريخ يُكتب على شواطئ صقلية. القصه تبدا في عهد الخليفة المعتصم، كانت الدولة العباسية تبحث عن توسيع رقعة العدل، لا النفوذ فقط.
وكانت صقلية، الجزيرة الغنية بالعلم والتجارة، تحت حكم البيزنطيين الذين فرضوا الضرائب القاسية، وأشعلوا الفتن بين سكانها من المسيحيين واليهود. جاء الاقتراح من والي إفريقيا، الذي رأى أن الجزيرة تعاني، وأنها بوابة استراتيجية نحو أوروبا.
فاختير القاضي الفقيه أسد بن الفرات، رجل علم قبل أن يكون رجل سيف، ليقود الحملة. ورغم كبر سنه، وافق أسد، وقال: "إذا كان الجهاد علمًا وعدلًا، فأنا أول المجاهدين."
قاد أسد جيشًا صغيرًا من تونس، عبر البحر، ووصل إلى صقلية. لم يكن معه إلا الإيمان، والتخطيط الذكي، وروح لا تعرف الهزيمة. بدأت المعارك، واحدة تلو الأخرى، وكان أسد يقود بنفسه، يخطط، ويخطب في الجنود، ويزرع فيهم روح الثبات.
وفي كل مدينة تُفتح، كان يُبقي الكنائس، ويؤمن السكان، ويبدأ ببناء المدارس والمكتبات. وتحولت صقلية من جزيرة مضطهدة إلى منارة للعلم، حيث عاش المسلمون والمسيحيون واليهود جنبًا إلى جنب، وتبادلوا المعرفة، وازدهرت الفلسفة والطب والفلك.
لم يكن الفتح غزوًا، بل بداية حضارة جديدة، كتبت فصلًا مشرقًا في تاريخ البحر المتوسط. النهاية: إذا أعجبتك القصة، لا تنسَ تدعمنا بلايك ومتابعة، علشان نكمل معاكم قصص منسية من أعظم ما كتب التاريخ الإسلامي!
🎥 شاهد المحتوى على تيك توك :
@dramasod