على ضفاف البحر، وتحت سماءٍ ملبدة بالغيوم، كانت السفن الإسلامية تشق طريقها نحو شواطئ شبه الجزيرة الإيبيرية. الرياح تعصف، والموج يتلاطم، لكن على إحدى السفن، وقف رجلٌ بنظرةٍ حادة، وصوتٍ يزلزل القلوب: "أيها الناس، أين المفر؟ البحر من ورائكم، والعدو أمامكم!"
كان ذلك طارق بن زياد، القائد الذي لم يحمل في قلبه سوى الإيمان، وفي يده سوى السيف، وفي عقله خطة لا تعرف التراجع. بداية القصة: في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك، كانت الدولة الأموية تبحث عن فتحٍ لا يضيف أرضًا فقط، بل يفتح أبوابًا للعلم والعدل.
الأندلس، تلك الأرض الغنية بالزراعة والتجارة، كانت تحت حكم القوط الغربيين، الذين أثقلوا كاهل الناس بالضرائب، وأشعلوا نار الفتن بين الطوائف. جاءت الفرصة حين طلب حاكم سبتة، جوليان، المساعدة من المسلمين ضد ملك القوط رودريك، الذي خان الأمانة واعتدى على أهل بيته.
فوافق والي المغرب، موسى بن نصير، وأرسل طارق بن زياد على رأس جيش صغير لا يتجاوز 7 آلاف مقاتل. ورغم قلة العدد، عبر طارق البحر، وأحرق السفن خلفه، ليزرع في الجنود روح الثبات: "الموت في سبيل الله أهون من العودة بالهزيمة."
بدأت المعارك، وكان طارق يقاتل في الصفوف الأولى، يخطط، ويخطب، ويقود بروح لا تعرف الانكسار. وفي معركة وادي لكة، انتصر المسلمون، وبدأت المدن تتساقط واحدة تلو الأخرى. لكن الفتح لم يكن انتقامًا، بل بداية عهد جديد.
في كل مدينة تُفتح، كان يُؤمّن السكان، وتُحترم الكنائس، وتُبنى المدارس والمكتبات. وبدأت الأندلس تتحول إلى منارة للعلم، حيث عاش المسلمون والمسيحيون واليهود جنبًا إلى جنب، وتبادلوا المعرفة، وازدهرت الفلسفة والطب والهندسة.
النهاية: لم يكن الفتح غزوًا، بل ولادة حضارة امتدت لثمانية قرون، كتبت فيها الأندلس أعظم فصول التعايش والنهضة في التاريخ الإسلامي. إذا أعجبتك القصة، لا تنسَ تدعمنا بلايك ومتابعة، علشان نكمل معاكم قصص منسية من أعظم ما كتب التاريخ الإسلامي!
🎥شاهد المحتوى الان على تيك توك:
@darmasod