"المدينة التي لا يخرج منها أحد"
🕯️ القصة: في عام 1894، سافر رجل يُدعى "سالم" إلى شمال الجزيرة العربية بحثًا عن آثار قديمة. كان مغامرًا، لا يخاف شيئًا، ويؤمن أن كل قصة مرعبة وراءها حقيقة علمية. لكن رحلته هذه... كانت مختلفة.
وصل إلى مدينة مهجورة تُدعى "السراب"، لا تظهر على أي خريطة، ولا يعرف عنها أحد. السكان المحليون حذّروه: "من يدخلها... لا يعود." لكنه تجاهل التحذيرات، وأكمل طريقه، حاملاً فانوسًا صغيرًا ودفتر ملاحظاته.
في أول ليلة، سمع أصواتًا غريبة... خطوات خلفه، همسات من الجدران، وضوء خافت في نافذة قصر مهجور. دخل القصر، فوجد جدرانه مليئة برسومات لأشخاص يصرخون، وأبواب مغلقة بسلاسل صدئة. وفي الطابق الثاني، رأى شيئًا لم يكن يتوقعه...
👁️🗨️ شبح بعينين متوهجتين، واقف خلف نافذة مكسورة، يراقبه بصمت.
سالم تجمد في مكانه، لكن الفضول تغلب على الخوف. اقترب من النافذة، فاختفى الشبح. وجد خلفها غرفة فيها كتاب قديم، مكتوب بلغة غريبة. فتحه، فظهرت عبارة واحدة مفهومة:
"من يقرأ هذا، يُختبر."
في تلك اللحظة، أُغلقت أبواب القصر، وانطفأ الفانوس. بدأ يسمع صرخات من الطابق السفلي، وأصوات خطوات تقترب. لكنه تذكر شيئًا... في بداية رحلته، أخبره شيخ عجوز أن "الضوء هو نجاتك". فأشعل عود ثقاب، وقرأ الآية التي حفظها من طفولته.
فجأة، سكن كل شيء. الأبواب انفتحت، والمدينة بدأت تتلاشى أمام عينيه. خرج سالم، والسماء بدأت تُمطر لأول مرة منذ سنوات. عاد إلى قريته، لكنه لم يتحدث عن ما حدث... فقط كتب على أول صفحة في دفتره:
"المدينة اختبرتني... لكن الصفحة أنقذتني."