وسط صحراءٍ لا ترحم، وتحت شمسٍ تحرق الوجوه، وقف القائد المسلم خالد بن الوليد أمام جيشه المنهك، يحدّق في الأفق حيث تنتظر جيوش الفرس. قال بصوتٍ لا يعرف التردد: "لقد وعدنا الله إحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة. فمن أراد الدنيا، فليرجع... ومن أراد الآخرة، فليتقدّم!"
كانوا أقل عددًا، وأقل عتادًا، لكنهم كانوا أكثر عزيمة. وفي معركة القادسية، كتب خالد وأصحابه فصلًا جديدًا من فصول البطولة الإسلامية. بداية القصة: في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، كانت الدولة الإسلامية تتوسع، لا طمعًا في الأرض، بل لنشر العدل وكسر الطغيان.
الفرس، بقيادة كسرى، كانوا يفرضون الضرائب الباهظة، ويحتقرون الشعوب غير الفارسية، حتى ضاقت بهم صدور الناس. حينها، أرسل عمر بن الخطاب جيشًا بقيادة سعد بن أبي وقاص، وضم إليه خالد بن الوليد، الذي كان قد سطّر ملاحم في الشام.
الجيش الإسلامي كان صغيرًا مقارنة بجيوش الفرس، لكنهم كانوا يحملون إيمانًا لا يُهزم، وخطةً محكمة، وروحًا لا تعرف الانكسار. بدأت المعركة، واستمرت أيامًا، شهدت فيها الأرض دماءً، وسماءً دعاءً، وقلوبًا لا تهتز.
وفي النهاية، انتصر المسلمون، وسقطت الإمبراطورية الفارسية، وبدأ عهد جديد من العدالة والحرية. ما بعد الفتح: لم يكن الفتح انتقامًا، بل بداية إصلاح. أُعطي الناس الأمان، واحترمت عباداتهم، وبدأت المدارس تُبنى، والعلوم تُترجم، وبدأت حضارة جديدة تنمو على أنقاض الظلم.
النهاية: القادسية لم تكن مجرد معركة، بل كانت ولادة أمةٍ تعرف كيف تقاتل، وكيف تبني، وكيف تعيش مع الآخر بسلام. إذا أعجبتك القصة، لا تنسَ تدعمنا بلايك ومتابعة، علشان نكمل معاكم قصص منسية من أعظم ما كتب التاريخ الإسلامي!
🎥 شاهد المحتوى على تيك توك :
@dramasod