وقف "زيد بن ربيعة" على حافة الوادي، يحدّق في خصمه الذي خان عهده وسلب قافلته. كان بإمكانه أن يطلق سهمه الآن وينهي الأمر. لكن زيد، رغم الغضب، تراجع خطوة، ثم قال: "الكرامة لا تُسترد بالانتقام، بل بالحكمة."
الجميع صُدم. حتى خصمه جثا على ركبتيه، لا يصدق أن زيد عفا عنه. لكن ما حدث بعد ذلك غيّر مصير القبيلتين إلى الأبد… البداية – من هو زيد؟ زيد بن ربيعة كان تاجرًا عربيًا من قبيلة بني أسد، اشتهر بصدقه وكرمه.
كان يقود قوافل بين مكة واليمن، ويُعرف بأنه لا يرد محتاجًا، ولا يخون عهدًا. في أحد المواسم، خان أحد شركائه الأمانة، وسرق القافلة وهرب. القبيلة طالبت زيد بالثأر، لكنه قرر أن يواجه الأمر بطريقة مختلفة.
– لماذا اختار زيد الحكمة؟ زيد كان يؤمن أن الثأر يطفئ الغضب لكنه يُشعل الحقد. فبدلًا من القتال، دعا القبائل إلى مجلس في سوق ذي المجاز، وألقى خطبة قال فيها: "من خانني فقد خسر نفسه، أما أنا، فربحت كرامتي حين عفوت."
كلماته انتشرت كالنار في الهشيم، وأصبحت تُروى في المجالس. النهاية – الخصم، بعد أن رأى موقف زيد، أعاد القافلة، واعتذر أمام الجميع. زيد لم يأخذ القافلة فقط، بل كسب احترام القبائل، وأصبح يُستشار في النزاعات.
ومن يومها، قيل في العرب: "زيدٌ لا يُهزم، لأنه لا يُقاتل بالسيف، بل بالعقل." لاتنسى دعمنا بلايك ومتابعه للمزيد
