قصة فتح مصر: حين دخل الذكاء أرض النيل بعد أن استقرت الفتوحات الإسلامية في الشام، توجهت الأنظار نحو مصر، تلك الأرض الغنية بالعلم والحضارة، لكنها كانت تحت حكم البيزنطيين، الذين أرهقوا أهلها بالضرائب والظلم.
القرار الاستراتيجي: الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وافق على طلب القائد عمرو بن العاص رضي الله عنه بالتوجه إلى مصر، ليس طمعًا في الأرض، بل رغبة في تحرير أهلها من الاستبداد، ونشر العدل الذي جاء به الإسلام.
التحرك الذكي: عمرو لم يدخل مصر بجيش ضخم، بل بذكاء سياسي وعسكري. بدأ بالزحف نحو حصن بابليون، أحد أقوى الحصون البيزنطية، وحاصره لأشهر طويلة دون أن يقتحمه، بل كان يفاوض، ويعرض الأمان، ويكسب ثقة السكان المحليين.
المشهد الحاسم: عندما شعر المقوقس، حاكم مصر البيزنطي، أن الحصار لن يُكسر بالقوة، بدأ بالتفاوض. لم يكن اللقاء بين عمرو والمقوقس لقاء خصمين، بل بين قائدين يفهمان لغة العقل. المقوقس سلّم الحصن، وطلب عهد أمان لأهل مصر.
التحول الذكي: عمرو بن العاص كتب عهدًا يضمن للمصريين حرية دينهم، وأمان كنائسهم، وحقوقهم في الأرض والماء. لم تُهدم معابد، ولم تُجبر النفوس، بل دخل الإسلام إلى مصر من باب الحكمة، لا السيف.
النتيجة: مصر أصبحت جزءًا من الدولة الإسلامية، لكن أهلها ظلوا على دينهم، وبدأت مرحلة جديدة من التعايش، والعلم، والبناء. وبرزت القاهرة لاحقًا كمنارة للعلم والثقافة.
الخاتمة: فتح مصر لم يكن مجرد انتصار عسكري، بل كان درسًا في فن التفاوض، واحترام الشعوب، وبناء الجسور بدلًا من الحواجز. عمرو بن العاص أثبت أن القائد الحقيقي هو من يفتح القلوب قبل أن يفتح الحصون. لاتنسى دعمنا بلايك ومتابعه للمزيد
🎥شاهد المحتوى الان على تيك توك :
@dramasod