معركة الخابور


 


في مطلع القرن السادس، كانت الإمبراطورية البيزنطية تفرض سيطرتها على أطراف الجزيرة العربية، وتستغل القبائل العربية كحلفاء أو أدوات في صراعاتها. لكن قبيلة "تغلب" رفضت أن تكون مجرد تابع، خاصة بعد أن أهان أحد القادة الروم نساء القبيلة في مجلس عام.

القائد الروماني طالب بتسليم نساء القبيلة كرهائن لضمان ولاء العرب. هنا ظهر الفارس المغوار عمرو بن كلثوم، شاعر وفارس قبيلة تغلب، الذي لم يقبل الإهانة، فثار في وجه الروم، وقتل القائد في مجلسه، وأعلن العصيان.

اجتمعت قبائل ربيعة وبكر وتغلب، وقرروا أن يواجهوا جيش الروم في معركة فاصلة قرب نهر الخابور في شمال الجزيرة. قسم العرب قواتهم إلى ثلاث فرق: فرقة للكمائن، فرقة للرماة، وفرقة للهجوم المباشر.

استغل العرب ضباب الفجر لإخفاء تحركاتهم، وزرعوا الرمال بالسهام والرماح. استخدموا الخيول السريعة للمناورة، وأرسلوا أشعاراً تحفيزية بين الفرق لرفع المعنويات، مثل قول عمرو.

رغم تفوق الروم في العدد والتسليح، إلا أن العرب انتصروا بذكائهم وشجاعتهم. كانت معركة الخابور رمزاً لرفض الذل، ولبداية صحوة عربية قبل الإسلام، حيث أثبتت القبائل قدرتها على الدفاع عن كرامتها ووحدتها.

هذا الانتصار لم يكن مجرد نصر عسكري، بل كان إعلاناً بأن العرب ليسوا تابعين، بل أصحاب قرار وهوية. ومن يومها، صار اسم عمرو بن كلثوم يُذكر في المجالس، ليس فقط كشاعر، بل كرمز للبطولة والكرامة. لاتنسى دعمنا بلايك ومتابعه لترانا من جديد


📺شاهد المحتوى الان على تيك توك:

@dramasod 
أحدث أقدم