في أحد أحياء بغداد القديمة، كان هناك خطّاط شاب يُدعى "سليم"، يكتب آيات من القرآن بخطٍّ بديع على ورقٍ مصنوع يدويًا. جلس أيامًا في زاوية السوق، يعرض لوحاته، لكن المارة كانوا يمرّون دون اهتمام، فقد اعتادوا على الخطاطين الكبار.
مرّ به قاضٍ معروف بحكمته، فتأمل إحدى اللوحات وقال: "هذا الخط لا يشبه ما نراه كل يوم، فيه روحٌ لم تُكتب بالحبر فقط." فسأله: "من أين تعلمت هذا الفن؟" فرد سليم: "من جدي، كان يعلمني أن الخط دعاء قبل أن يكون زينة."
قال القاضي: "أعطني لوحة، وسأجعل الناس يرون ما رأيت." وفي اليوم التالي، علّق القاضي اللوحة في مجلسه، وقال لمن حوله: "من أراد أن يرى جمالًا يُقرأ قبل أن يُرى، فليذهب إلى سليم الخطاط."
توافد الناس إلى زاوية السوق، وبيعت كل لوحات سليم في يومٍ واحد. ولم تمضِ أيام حتى صار يُطلب في المجالس، وتعلّق لوحاته في بيوت أهل العلم. الحكمة: الفن الصادق لا يحتاج صخبًا، بل عينًا تُقدّره، وكلمة تفتح له الأبواب
📺شاهد الان على تيك توك :
@dramasod