حصار الطائف: ذكاء التخطيط في المعركة

 


بعد غزوة حنين، انسحب فلول جيش هوازن وثقيف إلى مدينة الطائف، التي كانت محصنة بأسوار عالية وأبراج قوية، يصعب اقتحامها. النبي محمد صلى الله عليه وسلم قرر أن يتوجه إليها، رغم صعوبة المهمة، ليكمل مسيرة تطهير الجزيرة من التهديدات المتكررة.

عدد المسلمين كان كبيرًا، لكن الخصم كان محصنًا داخل المدينة، يملك السهام والنيران، ويعرف تضاريس المكان. المواجهة لم تكن في ساحة مفتوحة، بل أمام حصنٍ صلبٍ لا يُخترق بسهولة.

التكتيك الذكي: بدلًا من الهجوم المباشر، أمر النبي ﷺ ببناء المنجنيق لأول مرة في تاريخ العرب، وهي آلة حربية تُستخدم لقذف الحجارة والنيران على الأسوار. كما أمر ببناء "الدبابة" — وهي دروع خشبية متحركة تحمي الجنود أثناء الاقتراب من الحصن.

استمرت المعركة أيامًا، استخدم فيها المسلمون الحصار النفسي، وقطع الإمدادات، ومحاولة جذب سكان الطائف للخروج والتفاوض. لكن ثقيف كانت عنيدة، تقاتل من خلف الجدران، وتستخدم كل وسيلة للمقاومة.

التحول المفاجئ: رغم صعوبة الاقتحام، لم يستسلم المسلمون. استمر الحصار قرابة عشرين يومًا، حتى قرر النبي ﷺ الانسحاب التكتيكي، ليترك للطائف فرصة التفكير. لم يكن انسحابًا ضعفًا، بل خطوة ذكية لإعادة ترتيب الصفوف، وفتح المجال للدعوة السلمية لاحقًا.

وبالفعل، بعد فترة، جاء وفد من الطائف إلى المدينة، وأسلموا طوعًا، دون قتال. كانت النتيجة انتصارًا معنويًا، أثبت أن النصر لا يُقاس فقط بالاقتحام، بل أحيانًا بالصبر، والحصار، والذكاء.

الخاتمة: حصار الطائف كان درسًا في فن إدارة المعركة، واستخدام أدوات جديدة، والتعامل مع العناد بالحكمة. كما في الخندق، لم يكن النصر بالقوة فقط، بل بالتكتيك، والتخطيط، والانتظار في الوقت المناسب. لا تنسى دعمنا بلايك ومتابعه للمزيد

🎥تابعوني على تيك توك :
@dramasod


 

أحدث أقدم