قماش الصدق في سوق الطمع

 


في زمن الجاهلية، كان سوق عكاظ من أشهر أسواق العرب، ليس فقط للتجارة، بل أيضًا للشعر والخطابة والحكم. وكان الناس يأتون من كل قبيلة ليتبادلوا البضائع والكلمات.

في أحد مواسم السوق، جاء زيد بن عامر، تاجر من قبيلة بني تميم، يحمل معه قماشًا نادرًا من اليمن. كان القماش فخمًا، وذا لون أزرق سماوي، لا يُرى مثله إلا نادرًا.

عرض زيد بضاعته، فتهافت عليه المشترون، لكن زيد كان يبيع بسعر عادل، لا يغالي ولا يبخس.

في المقابل، كان هناك تاجر آخر يُدعى سالم بن ربيعة، اشتهر بالمكر والطمع. رأى سالم نجاح زيد، فحاول أن يقلده، لكنه رفع الأسعار كثيرًا، وادّعى أن قماشه أفضل، رغم أنه أقل جودة.

جاء رجل حكيم من قبيلة قريش يُدعى النعمان بن الحارث، وكان معروفًا بقدرته على كشف الصادق من الكاذب. فطلب من كل تاجر أن يشرح له مصدر بضاعته، وكيف حصل عليها.

زيد قال بصدق: "اشتريته من صنعاء، من رجل أمين، ودفعت فيه ما يستحق، وأبيع بما يرضي الله وضميري." أما سالم، فبدأ يتلعثم، واختلق قصة عن قماش هندي نادر، لكن النعمان كشف كذبه حين رأى ختمًا يمنيًا على القماش.

فقال النعمان أمام الجميع: "الصدق يرفع صاحبه، وإن قلّ ربحه، والكذب يهوي بصاحبه، وإن كثرت تجارته." فانصرف الناس عن سالم، وأقبلوا على زيد، حتى نفدت بضاعته، وعاد إلى قبيلته محمولًا على الأكتاف، ليس فقط كتاجر ناجح، بل كمثال يُحتذى في الأمانة. لاتنسى دعمنا بلايك ومتابعه للمزيد

🎥 شاهد المحتوى على تيك توك :

 https://www.tiktok.com/@dramasod?_t=ZS-8yDKrMVf6Jk&_r=1


 

أحدث أقدم